7 يوليو، 2021

رحلة أم مصرية .. وراء نجاح دينا جلال بطل الأولمبياد الخاص

 

إبداع رياضي الأولمبياد الخاص لا يتوقف على إتقانهم الألعاب الرياضية التي يخوضونها، بل يتعداه إلى مراحل متقدمة يعجز الأسوياء عن محاكاتهم فيها، والمصرية دينا جلال تُعتبر من هذه النماذج المشرّفة، ومن لا يعرفها؟

فهي ملهمة الأولمبياد الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لها باع طويل في الأولمبياد الخاص، ومتحدثة رسمية لزملائها، وبعد اعتزالها اللعب، عملت في المكتب الإقليمي إداريةً، وتمت دعوتها على هامش الألعاب العالمية ضيفة شرف، وتبدي أيضاً آراء واقتراحات، وتعبّر عن نبض زملائها.

البداية دعم أمى

منذ أن فتحت دينا جلال عينيها على الدنيا بدأت رحلة التحدى والنضال بسبب إصابتها بـ «متلازمة داون» وساعدها على ذلك أسرتها التى تؤمن بقضاء الله ولا «تبالى» بما يقوله الناس، ولم يخفوها عن الأعين مثلما كان سائدا فى ذلك الوقت .

التحقت بمدرسة لذوى الإعاقة الذهنية، ومارست هوايتها الرياضة فى الوقت نفسه، وبتشجيع أسرتها ومدربها حصدت العديد من البطولات ولا تزال تحلم بالمزيد .. إنها دينا جلال موسى التى حاورتها «صناع التحدى « بمناسبة الاحتفال اليوم العالمى لـ «متلازمة داون»، فهى ليست فقط نموذجا مشرفا لمتحدى الإعاقة، بل لأى إنسان.

 

دينا جلال بطل الاولمبياد الخاص  – 43عاماً – : ولدت عام 1970ومنذ اللحظة الأولى لمولدى فى المستشفى عرف الطبيب إنى مصابة بـ «متلازمة داون» وكان رد فعل أسرتى هو تقبل الأمر بنفس راضية, ورغم أن المجتمع لم يكن لديه ثقافة الاعتراف بذوى الإعاقة الذهنية، إلا أن أسرتى لم «تخفينى» عن أعين الناس وفرضت وجودى على الجميع, فالتحقت بمدرسة خاصة – القسم الخاص بذوى الإعاقة الذهنية – وكان عمرى أربع سنوات .

بذلت والدتها مجهودا شاقا لكى تتعلم، كانت تحضر مربعات ورق صغيرة وتكتب عليها بألوان مختلفة حتى أعرف كل ورقة من لونها ومع التكرار والملاحظة تعلمت, أيضا أختى الصغيرة لعبت دورا هاما لأنها عندما دخلت المدرسة كانت تعود إلى المنزل وتقوم بعمل الواجبات، فكنت أقلدها وأبقى فى حجرتى أكتب مثلها.

 

 

والدتها صحفية سابقة بجريدة الأخبار ومجلة أخر ساعة التى تصدر عن مؤسسة اخبار اليوم احدى دور الصحافة والاعلام داخل مصر ، وعضوة في جمعية الفن الخاص جداً وجمعية الحفاظ على البيئة بالدقي، ألهمت بعض الشابات لتأسيس جمعية “زيي زيك”، وبالإضافة إلى ذلك هي أم للبطلة دينا جلال لاعبة الأولمبياد الخاص وصاحبة متلازمة داون.

تجربتها الملهمة ومشاركتها بتفاصيل هذه الرحلة المذهلة كلما أتيحت لها الفرصة كانت ومازالت مصدر إلهام للعالم حيث وهبت جزء كبير من وقتها لدمج ذوي الإعاقة الفكرية في المجتمع.

 

وتعتبر مشاركتها في تأسيس جمعية “الحق في الحياة” عام ١٩٨١ من أبرز أعمالها حيث كانت الجمعية بديل مناسب للمدارس الأكاديمية والتحق بها عدد كبير من الطلاب كما قامت الجمعية بإنشاء معهد لتخريج مدربين متخصصين للتعامل مع ذوي الإعاقات الفكرية بالتعاون مع أساتذة من جامعة أوسلو وجمعية نوراد العالمي .

 

رحلتها مع الرياضة

أمى منحتنى حقى فى الحياة عندما أدخلتنى عالم الرياضة، وكان بداخلها رغبة قوية بأن تجعلنى أعيش حياة طبيعية مثل أى بنت، فكانت تصحبنى إلى النادى، واشتركت فى إحدى الجمعيات المهتمة بذوى الإعاقة، وفيها بدأت أتدرب على رياضة «دفع الجلة»، وفى عام 1993أشتركت فى مسابقة للأوليمبياد الخاص بلبنان بعدها شاركت فى العديد من المسابقات العربية والأفريقية والأولمبياد الخاص بأمريكا فى رياضة دفع الجلة وحصلت على العديد من الميداليات الفضية والبرونزية, بعد ذلك أصبحت أحمل لقب «المتحدث الرسمى باسم اللاعبين فى الأولمبياد الخاص الدولى والمحلى» وهنا تحولت من لاعبة إلى متحدثة رسمية فقط.

لقاء الرئيس الأمريكى

سافرت إلى تكساس  فى عام 2003  لحضور مؤتمر لتحدث عن تجربتى مع الأوليمبياد الخاص، وتوالت الرحلات بعد ذلك إلى تونس واليابان لحضور مراسم إيقاد الشعلة «شعلة الأمل « ومن أهم الشخصيات التى التقيت بها خلال المؤتمرات والسفريات المتعددة هو الرئيس الأمريكى السابق «جورج بوش « وزوجته لورا بوش فى البيت الأبيض عام 2005 فى أثناء إقامة إحدى الاحتفاليات المتعلقة بالأولمبياد الخاص، وكانت سعادتى لا توصف بهذا اللقاء, بعد ذلك بدأت مرحلة جديدة مع الأولمبياد الخاص حيث أصبحت موظفة بمكتب الأولمبياد بالقاهرة استقبل كبار الزوار واتواصل معهم وأقوم بالتنسيق لإعداد المؤتمرات, من أهم المؤتمرات التى شاركت فيها «المؤتمر الإقليمى الأول فى سوريا» وألقيت كلمة عن مشوارى الرياضى واختتمتها قائلة «أنا عارفة إنى معاقة ولكن المهم أنا دلوقتى بقيت أيه».

 

العزف على البيانو

رغم تفوقها الرياضى إلا أنها تجيد العديد من الهوايات الأخرى منها سماع الموسيقى, وتعلمت العزف على البيانو منذ الثامنة من عمرى فتلقيت دروسا فى المدرسة إلى جانب دروس خاصة بالمنزل, قمت بالعزف فى افتتاح مهرجان سينما الأطفال الدولى فى دار الأوبرا عام 1999، كما عزفت فى مؤتمر المرآة العربية.

ومن هواياتها أيضا الرسم وتحديدا رسم الجوامع بالشمع «فن الباتيك» وبعيدا عن الفنون عامة أحب الكتابة ولدى العديد من «الكشاكيل» الكبيرة التى أحضرتها من مختلف بلاد العالم .

وفى النهاية  دينا عن أحلامها قائلة: أحلم بالصعود إلى الفضاء حيث أشعر بأن داخلى جاذبية كبيرة تجاه هذا الحلم ولا أعرف كيف سيتحقق، ولكنى أؤمن بأن الإنسان لو «بطل يحلم يموت» مهما كانت صعوبة الحلم وأنه عندما يحلم بشئ لابد وأن يتحقق بالسعى.

Share this: