13 سبتمبر، 2017

مريم نعيم .. قصه رائعه من قصص التحدى والمثابرة

تقول مريم نعيم

مثــــــــلكم تمامـــاً انا..

أفرح .. أبكـــــــي .. أتألــــــم ..

أدرُس .. أتعلـــــم .. أُبدع

أُحـــــب.. أكــــره .. أتأثـــــر

هلاّ أزحــــــــت عيناك عنّي .. فلســــــت من كوكب غير “الأرض

اسمى مريم نعيم لا أحبكم عندما تقولون اني طفلة متلازمة الداون ، فأنا مريم فقط مريم ، وإن احببتم فنادوني بإحدى اسماء دلعي المفضلة مريوم أو أوما ، عمرى14 سنة افرح عندما ترونى وابكى عندما تنكرونى واتالم عندما تنسوني

اليوم أحكي لكم حكايتى ، التى اعتبرها البعض قصة نجاح ، واعتبرها اسرتي قصة كفاح ، واعتبرتنى دولتى إحدى رموزها، ولكن المجتمع لم يلق اعتبارًا لى وللصدق اقول ليس كل أفراد المجتمع سواء فى نظرتهم لى أو فى تعاملهم معي ، بل الكثير الكثير منهم اهتم بي وساعدنى وبذل جهودا وفكرا كثيرين لكي يظهرتمييزي فأشكرهم جميل قبل أن ابدأ فى سرد حكايتى.

عرفت أمى أنى سأكون من ذوي القدرات الخاصة فور ولادتي ، فاهتمت كثيرا كثيرا بأن تعرضنى على أطباء ومتخصصين، ولم تبخل على بعطاءها منذ أنفاسي الأولى ، وكنت اشعر بذلك وأنا فى أحضانها ، أو من ملمس أناملها لى ، كنت أشعر بالأمان فى صوتها وألتمس لي وقت لأرتمي فى احضانها ، ويبدو أن قلبي لم يكن على ما يرام ، فقد فحصه الأطباء وقرروا عمل جراحة لى فى القلب ، وبالفعل تمت وكانت أمى بجواري وكانت أسرتى تدعمي فى كل لحظة ، لا افارق عينهم أبدًا أبدًا.

بعدها وبعد أن استطعت الوقوف على قدامى دقت ساعات العمل ، والعمل المكثف ، فركضت أمى بي من هنا لهناك ، تأبي أن تعلمنى كل شيء من حولى ، وهو ما عرفت بعد كذلك أن اسمه تدخل مبكر ، فعملت وبقوة على تقويه عضلات رجلي لكى أمشي ولا أتأخر فى المشي ، والأن استطيع أن ارقص وأعدو وانتقل لكل مكان على سطح الأرض. وعملت أمى على تنمية قدراتي الاكاديمية الخاصة مبكرا واشتغلت بكثافة على تنمية كافة مهارتي الحركية الدقيقة ، وكافة مهارتي اللغوية ، وبدأت تعلمنى معنى الاشياء بشكل متواصل ووبشكل دائم الحركة لأتقن الكلام واللغة ، عملت على جلسات وجلسات من التخاطب ، وذهبت هى للتعلمه ، كما استقالت من عملها لتكون مرشدتي ومعلمتى ، ولازالت هى من لا يفارقني ليل نهار ، وعينها تقول ابنتى طبيعية ، ولأنى أرها طبيعية ستكون طبيعية وسيرى العالم من حولها انها طبيعية ، رفقَا بحالك أمى ، أنا طبيعية لانك رأيتنى كذلك ، وإن رأنى أحد غير ذلك فهو أنسان غير طبيعي لا أحفل برأيه ولا ألقى له بالا.

اكتشفت أمى اكتشاف مذهلا غير من حياتي رأسًا على عقب ، اكتشفت أن الرياضة بشقيها الجسدية والروحية ، فهمت وسألت هنا وهناك وضمتنى لاتعلم السباحة ، تدريبات متواصلة ومجهود متواصل للتعلم ، وتعلمته على يد مدربين لا أروع منهم ، إن ذكرت خصالهم فى قصتي لأن أتوقف أبدا عن الكتابه ، اتدرب صيفًا وشتاءًا بلا توقف ولا ملل ، فى الشتاء اشعر بالبرد لكن قلبي الدافيء بالحب والتحدي يدفيء الكوب من حولي ، امرض كثيرا من السباحة لكن اعشقها كما اعشق من علموني بلا كلل ولا ملل.

لم تكتفي أمى بذلك بل أخذتنى لتعليمي الفروسية ، ولا أستطيع وصف شعوري لكم ، وأنى على صهوة حصان ، أو ألمس حصان ، أو يمشي أو يركض بي الحصان ، وكأنه يزهو أن مريم تريضه ، إن أردتم الحقيقة أنا اعشق الحيوانات وأرها أجمل مخلوقات الله.واستطعت بفضل من الله ثم أمي وأمهر المدربين أن أحصل على ميداليات فى خزانتي لا استطيع حملها كلها ، كل أنواع الميداليات التى لا تخطر على بال أحد ، ومن جهات مختلفة شهادات تقدير كثيرة كثيرة.

أما رياضيتى الروحية التى سعت أمى لتعليمي إياها ، ليست اليوجا بالطبع ، اعذرونى اعشق الفكاهة حتى أثناء سرد قصتى ، بل الموسيقى ، علمتى معلمتى وتعبت معى كثيرا ، وتعبت أمى فى الذهاب إلى المعلمة ، لأعزف على الأورج وأجمل ما أحب أن أعزفه هي أغنيات أم كلثوم ، قد أكون احببتها لأنها تحدت مجتمعاها كما أتحداه ، قد يكون فى احد المرات إن حضرت لى أيها القاريء سأعزف لك مقطع من ألف ليلة وليلة.

الأن أنا أدرس فى إحدى برامج الدمح ، أستطيع القراءة والحساب بإتقان ، تسهر أمى على تعليمي وتدرسي واهتمت كثيرا بدراستى ، رغم انزعاجها الشديد من عدم قدرتى على التعلم فى البداية إلا أنها الأن لا تتوقف على تعليمي أبدا أبدا ، وتحلم بحصولي على شهادة ، أنا الان فى المرحلة الاعدادية واجتزت مراحل عده ، فادعوا لى بالتوفيق ولأمى بالسعادة.

هل تصدق أنى أعمل برغم كل هذا المجهود ،لا بل أعمل عملين ، الأول عمل تطوعي فى مجال ذوي الاحتياجات الخاصة وفى أحدى مؤسساته ، هى أرض الحب ، فأساعد فى المطبخ ، وأوزع الأكل على غير القادرين من ذوي الإعاقة الحركية وأوزع مع الطعام ابتسامى ومحبتى لهم.

أما وظيفتى التى طالما حلمت بها وهي أن أصبح مذيعة ، فبدأ من أول مرة رأيت فيها أخصائي تخاطب مميز ، سألنى عما أريد أن أعمل فقلت مذيعة ، فسكت شهور ورجع يسألنى لأعمل معه فى برنامج خاص لي ، يقوم باعداده فى البداية وأقوم أنا بالتسجيل مع الشخصيات العاملة فى مجال ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتقوم أمي باعداد الاخبار لى والتسجيل معى ، فتابعوا برنامجي اسم برنامجي أنا ومريم ، ابحثوا عنه فى الانترنت فلن أقول لكم كيف تجدوه فيجب أن تتعبوا فى البحث عنه ‘ كما اتعب أنا فى عملى.

هذه أنا مريم نعيم ، فارسة تجدنى وسباحة تجدنى وعازفة تجدنى ومتطوعة تجدنى ومذيعة ايضا تجدنى ، قلت لك من أنا فقل لى من أنت.

Share this: