13 سبتمبر، 2017

قصص وحكايات (العربي: الاولمبياد الخاص غير حياتي )

أدرك العربي منذ نعومة أظافره انه طفل مختلف، فقد كان الذكر الوحيد بين سبعة فتيات هو أصغرهم وأبطئهم في الفهم والاستيعاب، أرجعت عائلة العربي اختلافه وبطء فهمه إلي مقولة “أن الذكور أبطأ في تقدمهم العقلي من الإناث” ومع مرور الأيام صعبة وبطيئة علي العربي حوفيا وعائلته اكتشف أن لدية إعاقة ذهنية.

ويقول العربي ” لقد تجاهلني الجميع اغلب الوقت” ويوضح قائلا ” لم يقم أي فرد من عائلتي أو أصدقائي بالسخرية مني لكنهم عرفوا دوما إنني لا استطيع أن أقوم بأي شئ بشكل صحيح حتى أنا أدركت إنني لا استطيع أن افعل أي شئ بشكل سليم”.

تقبل العربي قدره فتعلم القراءة والكتابة وقضي أوقاته في لعب كرة القدم مع جيرانه وأصدقاؤه حتى جاء اليوم الذي تغير فيه كل شئ، فقد شارك العربي في احد البطولات المحلية في كرة القدم ورغم عدم تلقيه أي تدريب إلا انه اظهر مهارة كبيرة وأسعده الحظ بمقابله الأميرة لالا أمينة رئيس الاولمبياد الخاص المغربي وعضو اللجنة الاستشارية الدولية والتي دعته للاشتراك في الاولمبياد الخاص المغربي ويقول العربي” وبعد اشتراكي في الاولمبياد الخاص لا أريد أن أتذكر حياتي قبل ذلك”.

ويكمل العربي قائلا ” ففي الاولمبياد الخاص قدت الخيل ولعبت كرة القدم وسافرت لعدة دول ايرلندا، اسبانيا، الولايات المتحدة وقابلت أفرادا كثيرين وكسبت الكثير من الصداقات، لقد أصبحت بطل وأقابل سمو الأميرة لالا أمنية كثيرا بينما لا تستطيع أختي أن تفعل ذلك، حتى فكرت في احدي الأيام لم يتخيل احد أن أكون بارعا في ممارسة الرياضة بهذا الشكل فربما أكون بارعا في أشياء أخري أيضا”.

تنقل العربي بين عدة وظائف حتى وجد نفسه في وظيفة موظف امن وأثمر تفانيه في عمله علي مقدرته في إعالة نفسه بل انه انشأ عائلة، رحلة العربي مع الاولمبياد الخاص بدأت منذ عام 1992 والآن عمره 35 عام متزوج و أب لحمزة صاحب العامين ورغم انه أصبح الآن شريك في شركة الأمن التي يعمل بها إلا انه مازال يجد وقتا للاولمبياد الخاص فهو يحضر التدريبات باستمرار ويشارك في الدورات التدريبية.

ويقول العربي “لن اترك الاولمبياد الخاص ابدآ لقد أعطاني كل شئ ولذلك سأظل دائما وفيا للحركة

Share this: