13 سبتمبر، 2017

قصص وحكايات ( السباح الصغير (الحمدان) ينتزع الذهب في شانغهاى)

السباح الصغير (الحمدان) ينتزع الذهب في شانغهاى ووالده يؤكد: ابني أبكى الجماهير الصينية وأحلم بإيصال رسالة بقدرات هذا البطل لأفاخر به كل العالمسجل السباح السعودي الصغير عبد الرحمن حسن الحمدان “10سنوات” إنجازين كبيرين في الألعاب العالمية الصيفية بشنغهاي عندما توج بميداليتين ذهبيتين في سباق سباحة ال “25” متراً و”50″ متراً.

وقد انتزع البطل السعودي الصغير التصفيق وإعجاب الجماهير الصينية الحاشدة ونال رضاها ولفت أنظارها بأدائه الفردي الرفيع وهو يخوض سباقي البطولة بكل براعة وخفة ورشاقة برغم حالة الشلل النصفي التي يعاني منها في ساقيه. غير أنه بروحه الوثابة وعزيمته القوية وإصراره نجح في قهر المستحيل وإضافة لقبه الجديد في صرح التفوق الرياضي السعودي على الساحة الخارجية في رياضات المعوقين.

ويقول والد عبد الرحمن إن بدايات عبد الرحمن مع السباحة كانت غريبة. فكان شقيقه يوسف وبعض أقاربه مشتركين في مدرسة للسباحة العادية وكنت أصطحب عبد الرحمن ليتفرج ويروح عن نفسه. فكان يطالبني يوميا رغم صغر سنه أن ينزل للماء وكانت أخاف عليه بسبب مشاكله الصحية ومعاناته أيضا من الربو الشديد وحاجته اليومية للعناية الشديدة والتطهير. وأمام إصراره أحضرت له ملابس للسباحة من نوعية خاصة وبدأت بتدريبه بخبرة صغيره والاستفادة من المدربين وجمعت معلومات من الانترنت والكتب.

وفي أول مرحلة أكملنا شهراً حتى استطاع أن يحبس أنفاسه تحت الماء لثلاث ثوانٍ. وكان التدريب يومياً وكنت أحاول كبح جماحه بسبب خوفي عليه نظرا لظروفه الصحية ووجدت لديه صبراً وقوة إرادة لم أجدها في رجال أشداء فتحمل تدريب عام كامل من أجل أن يقطع مسافة متر واحد ومن ثم بدأ يقطع عشرة أمتار وبطريقة السباحة الكلبية..حتى وصل إلى ما وصل إليه هذا عدا عن جهوده في المدرسة والتحصيل العلمي والذي يعتبر مرهقاً كثيرا بسبب إعاقته الفكرية. وعندما أتذكر ما عانيناه سابقا في تعليمه وتدريبه أحمد الله عز وجل فهو يقرأ ويكتب وحقق إنجازات لم يحققها أي طفل آخر في العالم وهذا ما كنت أحلم به أن أوصل رسالة لكل العالم بقدرات هذا المعاق وأن أفاخر به كل العالم.

ويقول والد عبد الرحمن انه ابنه قد شعر بتعاطف الجماهير الصينية معه فهو قبل أن يكون معاق فهو طفل، وعندما وجد مئات المشجعين يصفقون ويهتفون له فقط شعر بفرحة عارمة بل وهناك جماهير بكت تعاطفا معه وفرحة بالانجاز الذي حققه. وعندما حقق الميداليتين أصبح مطلباً للجميع والكل يرغب بالتصوير معه والحصول على توقيعه كتذكار. وأسمته الصحافة الصينية (البطل) وانتشرت صوره في الشوارع وعلى أغلفة المجلات وأبرزت صوره في الصحف إضافة لنشرات رئيسية تلفزيونية تحدثت عنه هذا عدا عن مئات الهدايا التي تلقاها. وحتى العاملين في الفندق كانوا يقدمون له الهدايا يوميا واصطحبوه لأحد المجمعات واشتروا له الهدايا واللعب الأمر الذي وقعنا في حرج نظير لطفهم وتشجيعهم اليومي له.

أقول لكل أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة أنهم يجب أن يفكروا في مستقبل أبنائهم فنحن كأسوياء نواجه دائما المشاكل فكيف هو الحال عندما يكون الشخص معاقاً لابد أن يكون التدريب للمعاق من الصغر وبحزم وبجدولة وتنظيم حتى يكون واثقاً من نفسه ويعتمد على ذاته وخصوصا عندما يكون معاقاً حركيا وفكريا فربما يكون خطِراً في بعض الأحيان وعالة على نفسه وعائلته والمجتمع. ولا بد أن يتجاوز الأهل هذه المرحلة وأن يدربونهم على التعايش مع الواقع والمجتمع والرياضة في نهاية الأمر أمر أحثهم عليه لأنهم لا يشعرون بسعادة هذا الطفل عندما يمارس الرياضة إلا حينما يجربوا.

ويقول والد عبد الرحمن لقد نقل ابني رسالة عن المملكة العربية السعودية في الصين لم أستطع أن أنقلها أنا مهما تحدثت وكان الصينيون كلما شاهدوا عبد الرحمن يقولون (ساتا أرابو) أي العربي السعودي حتى نحن حفظناها من كثرة ما رددوها وهذا الأجمل أن تنقل الصورة عبر طفل رياضي وكان الأمر مصدر فخر واعتزاز لنا.

Share this: